بيان النادي الإفريقي ضد تضارب المصالح. هل يمكن لرئيس نادي أن يرعى فرقًا أخرى من خلال شركته؟

في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، طالب النادي الإفريقي التونسي الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد التونسي لكرة القدم على تطبيق لوائح ميثاق أخلاقيات الفيفا والانتهاكات المحتملة له.
فحوى بيان النادي الإفريقي إلى اتخاذ إجراءات ضد تضارب المصالح
أصدر النادي اللإفريقي التونسي بيان يطالب فيه الاتحاد التونسي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالتدقيق في تضارب المصالح والرعاية عبر الإستشهار لبعض الأندية التونسية.
ويقصد النادي الإفريقي في بيانه الرعاية عبر الإستشهار لبعض الأندية التونسية من قبل رئيس نادي الترجي الرياضي التونسي ورئيس شركة دليس حمدي المدب.
وجاء في بيان النادي الإفريقي بالدعوة إلى اتخاذ إجراءات فورية ضد تضارب المصالح والرعاية غير القانونية” في كرة القدم التونسية.
كما يأتي بيان النادي الإفريقي إلى اتخاذ إجراءات فورية ضد تضارب المصالح من خلال حجج قائمة أسس واقعية، ويستند تحديدًا إلى المادتين 19 و20 من ميثاق أخلاقيات الفيفا.
ولنفهم مطالب النادي الإفريقي أكثر : فرئيس نادي الترجي التونسي ورئيس شركة دليس حمدي المدب يقوم بإبرام عقود استشهار في عدد من الأندية التي تنشط في البطولة التونسية على غرار ناديه الترجي.
وهذه الأندية هي مستقبل سليمان، النادي البنزرتي،والأولمبي الباجي. وبالتالي فهذه الأندية مستفيدة من رعاية شركة دليس هولدينغ، المملوكة لحمدي المؤدب وجميعها تنشط في الدوري التونسي.
لذلك تكمن المشكلة في أنه حمدي المدب أيضًا مستشهر في النادي الذي يترأسه وهو الترجي التونسي، مما قد يثير بالفعل مسألة تضارب المصالح قد تأثر على نتائج المباريات في البطولة التونسية.
هل يمكن لرئيس نادي أن يرعى فرقًا أخرى من خلال شركته؟
هل يمكن لرئيس أن يرعى فرقًا أخرى من خلال شركته؟ أولا يجب توضيح عدة نقاط لأن هذه الحالة في البطولة التونسية ليست معزولة.
فمثلا قبل قبل بضع سنوات، في فرنسا اشترت beIN Sports مساحات إعلانية في العديد من ملاعب الدوري الفرنسي الدرجة الأولى (ولا سيما أنجيه).
وبينما كانت تبث الدوري أيضًا، وتبيع حقوق البث في الخارج، ومجموعة beIN Sports هي رئيسها ناصر الخليفي وهو في الوقت نفسه رئيسا لنادي باريس سان جيرمان ولم يكن هناك تضارب مصالح.
ثانيًا، الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ليس صارمًا بشأن هذا النوع من الممارسات؛ بل على العكس، فهو متساهل للغاية.
ففي بنين وغينيا، على سبيل المثال، كان للعديد من المديرين التنفيذيين مصالح في أندية أخرى. الوضع نفسه قائم في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
كذلك هناك تعدد حصص الملكية التي يمتلكها نفس الشخص في عدة دوريات آسيوية. وبالتالي يمكن لرئيس نادي أن يرعى فرقًا أخرى من خلال شركته.
هل هناك تضارب مصالح في البطولة التونسية؟
ومع ذلك، فإن النقاش الذي أثارته مطالبة النادي الإفريقي إلى اتخاذ إجراءات فورية ضد تضارب المصالح والتأثير المحتمل على أطراف ثالثة يُعدّ جوهريًا لإعادة هيكلة كرة القدم التونسية.
في غضون ذلك إذا أرادت كرة القدم التونسية استعادة مصداقيتها في نظر جماهيرها (والمستثمرين المحتملين)، فعليها تجنب الشكوك والريبة وإصدار قوانين تنظم حقوق الرعاية والإستشهار للفرق.
وأما لجماهير الترجي التونسي، لا بد من طرح سؤال: لماذا يرعى رئيسهم فرقًا أخرى بدلًا من التركيز فقط على ناديه ؟ فهل يسمح القانون بذلك أم أن في تونس قانون الجمعيات لا يرقى لقوانين الأندية التي هي بدورها شركات.



